في وقت تخطت فيه أعداد الوفيات بفيروس كورونا في ألمانيا عتبة الألف خلال 24 ساعة للمرة الأولى، يتحدث مسؤولون ألمان عن ضرورة تمديد فترة الإغلاق الجزئي في البلاد، لمواجهة انتشار الفيروس وتحفيف الضغط على المستشفيات.
قال وزير الصحة الألماني ينس شبان للصحافيين في برلين إن أرقام الإصابات والوفيات بفيروس كورونا « تظهر إننا ما زلنا على مسافة بعيدة جدا من الوضع الطبيعي ». وأضاف « لا أرى في هذا الوضع كيف يمكننا العودة إلى ما كانت عليه الأمور قبل الإغلاق ». وأكد الوزير الألماني لشبكة ARD التلفزيونية الألمانية العامة الثلاثاء (29 ديسمبر 2020) أنه « ستكون هناك بدون شك تدابير » بعد العاشر من يناير،وهو تاريخ انتهاء العمل بالإجراءات الحالية.
ومن المفترض أن تعقد المستشارة أنغيلا ميركل ومسؤولي الولايات الفدرالية الألماني الـ 16 في الخامس من يناير اجتماعا لاتخاذ القرار حول التدابير المقبلة.
وفي نفس السياق قال آرمين لاشيت، رئيس وزراء ولاية شمال الراين- ويستفاليا، أكبر الولايات من حيث عدد السكان، لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) لا يمكن لأحد أن يأمل بشكل جدي »أن تنتهي التدابير قريبا ». كذلك صرح عمدة برلين ميشائيل مولرللقناة الثانية في التلفزة الألمانية ZDF بأنه « سيكون علينا أن نستمر في التعايش مع قيود » لبعض الوقت.
من جانبه طالب رئيس جمعية المستشفيات الألمانية غيرالد جيس، بتمديد فترة الإغلاق، مشيرا إلى استمرار ارتفاع حالة الإشغال للمستشفيات التي تستقبل حالات كوفيد ـ 19 وبأن هناك حاليا « نحو ضعف العدد في الذي كان أثناء الموجة الأولى. وتوقع أن يكون هناك 20 إلى 25 ألف يرقدون في غرف العناية المركزة.
وكشف تقرير لصحيفة « يبلد » الألمانية أن نقاش يجري في أروقة السياسة الألمانية عن تمديد الإغلاق حتى الـ 24 أو الـ 31 من يناير القادم، بما في ذلك إغلاق المدارس.
وفرضت السلطات إجراءات حجر جزئي حتى 10 يناير المقبل، تغلق فيها معظم المتاجر إضافة إلى المدارس والمطاعم والمرافق الثقافية والترفيهية. وستكون احتفالات ليلة رأس السنة مختصرة، مع حظر بيع الألعاب النارية وتشديد القيود على التجمهر وعدد الأشخاص المشاركين في تجمعات. وقال شبان « ستكون على الأرجح ليلة رأس السنة الأكثر هدوءا في ذاكرة ألمانيا ».
وأعلن معهد روبرت كوخ للأمراض المعدية وغير المعدية عن تسجيل 1129 وفاة بالفيروس خلال الـ 24 ساعة الماضية. وكان أكبر عدد من الوفيات سجل قبل ذلك الأربعاء الماضي وبلغ 962 حالة. وبلغ عدد الإصابات 22 ألفا و459 في يوم واحد، بحسب المعهد.
وقضى أكثر من 320 ألف شخص حتى الآن بالفيروس في ألمانيا التي بدا أنها تجنبت أسوأ التداعيات في الربيع لكنها تعرضت لموجة ثانية سددت لها ضربة قاسية. وبدأت السلطات حملة التلقيح السبت الماضي. وتلقى قرابة 78 ألف شخص حتى الآن الجرعة الأولى من لقاح بيونتيك وفايزر ، وفق بيانات نشرت اليوم الأربعاء.