لا ممثلون ولا مخرجون ولا نجوم على البساط الأحمر أمام مدخل قصر المهرجانات بمدينة كان يوم الثلاثاء 12 ماي ، الموعد الذي كان من المفترض أن تنطلق فيه الدورة 73 لمهرجانها السينمائي الدولي.
وأمام المكان الذي كان من المفترض أن يقام فيه حفل الافتتاح علق ملصق كبير، ولكن عوضا عن أن يحتفي بالمهرجان وأفلامه وضيوفه، يحمل عبارات الشكر للطواقم الطبية التي تخوض جهود محاربة تفشي فيروس كورونا.
فبعد أن ألغيت دورته الأولى بسبب الحرب العالمية الثانية، وتعطلت فعالياته في ماي 1968، على خلفية المظاهرات الطلابية، لن يقام المهرجان السينمائي العالمي الأشهر بصيغته المألوفة هذا العام.
بعد أن كان منظمو المهرجان يأملون في تأجيله إلى “أواخر يونيو حتى أوائل يوليوز” أدى في النهاية التفشي العالمي لفيروس كورونا والإجراءات الوقائية المفروضة لحجب المهرجان بصورته المعتادة والاكتفاء بأحداث ذات طابع خاص. تقوم إدارة المهرجان في هذه الظروف بدراسة عدد من الفعاليات الممكنة بهدف الحفاظ على وجود المهرجان بصيغة أو بأخرى.
تكتسب فكرة تقديم اختيارات مهرجان كان دون لجنة تحكيم أو جوائز تحت علامة “كان 2020” زخما متزايدا. قدم المندوب العام للمهرجان تيري فريمو هذه الفكرة بهدف “تسليط الضوء على الأفلام” المختارة، والتي ستعرض في قاعات السينما عند إعادة فتحها. وبالتالي فإن الإعلان عن هذه الأفلام سيتم بين نهاية ماي وبداية يونيو.
إلى جانب هذا ستمنح اختيارات فعاليات المهرجان الموازية فرصة للظهور، إذ سيسلط موقع france.tv، بدءا من 12 ماي، الضوء على قسم أسبوعي المخرجين من خلال العرض المجاني لعشرات الأفلام التي تم اختيارها منذ عام 1990.
من جهة أخرى ستقوم قناة “كنال بلوس” بدورها بتقديم “ليلة في كان” يوم الأربعاء 20 ماي، تعرض خلالها ستة أفلام من اختيارات 2019.
تحت عنوان “وي آر وان (جميعنا واحد): مهرجان عالمي للسينما” يشترك مهرجان كان مع عشرين مهرجانا سينمائيا عالميا أبرزها البندقية وبرلين وتورنتو وترايبيكا في تنظيم فعالية افتراضية، في الفترة ما بين 27 ماي و7 يونيو.
وإن كان البرنامج الدقيق لهذا المهرجان غير معلن بعد، إلا أنه سيقدم أفلاما طويلة وقصيرة وتسجيلية، إلى جانب موسيقى وطاولات نقاش افتراضية، وكل ذلك مجانا عبر موقع يوتيوب.
وسيعود ريع المهرجان جزئيا إلى منظمة الصحة العالمية وجمعيات خيرية، وفق المنظمين.
من 22 إلى 26 يونيو سيقدم سوق الفيلم، الذي يرافق المهرجان عادة، نسخة عبر الإنترنت، من خلال أجنحة افتراضية وعروض للأفلام واجتماعات عبر تقنية الفيديو.
بما أن الفعاليات الكبيرة في فرنسا غير واردة قبل نهاية فصل الصيف، فإن إدارة المهرجان تدرس إقامة دورة “خارج الجدران”. بهذا الشأن أكد رئيس المهرجان بيير ليسكور في مقابلة مع صحيفة لوفيغارو أن دراسة هذه التظاهرة تتم بالتعاون مع مهرجان البندقية، ومن المتوقع إقامتها في شتنبر القادم.
وقال ليسكور “نحن متفقون على مبدأ القيام بشيء ما معا، ولكننا نتباحث بشأن الشكل الذي يجب أن يأخذه هذا الحدث”. أما تيري فريمو فيوضح أنه سيكون هناك “إعادة تموضع في الخريف” عبر حضور في مهرجانات تورنتو (كندا)، دوفيل (فرنسا)، أنغوليم (فرنسا)، سان سيباستيان (إسبانيا)، نيويورك (الولايات المتحدة)، بوسان (كوريا الجنوبية)، أو حتى مهرجان الأضواء بمدينة ليون الفرنسية. وستأخذ هذه المشاركات شكل “عروض أو أمسيات خاصة، تبعا لطبيعة الحدث”.
إذا كان فيروس كورونا سيفرض فعلا فعاليات ذات طبيعة خاصة لمهرجان كان 2020، فمن المنطقي أن تفكر الإدارة بدورة عام 2021. وقد نقل القائمون على المهرجان رغبة المخرج الأمريكي سبايك لي، الذي كان من المقرر أن يترأس لجنة تحكيم دورة هذا العام، في شغل هذا المنصب العام القادم. وقال بيير ليسكور “سبايك لي رائع. أبلغنا بأنه مستعد لترؤس لجنة التحكيم في 2021”.