سيكون الدوري الإسباني لكرة القدم الذي يعاود نشاطه هذا الخميس بعد توقف دام قرابة ثلاثة أشهر بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد، تحت المجهر في ظل الاجراءات الصحية الصارمة التي سيتم تطبيقها لحماية اللاعبين في مواجهة الوباء.
وضع الكمامات، ارتداء القفازات، خوض المباريات وراء أبواب موصدة في وجه المشجعين، تنظيم رحلات طيران خاصة للأندية والاقامة في فنادق حصرية، وتنقل أفراد الفريق ذاته في أكثر من حافلة… كلها مشاهد غير مألوفة، ستصبح معتادة اعتبارا من الخميس وعلى مدى الأسابيع التالية لاستكمال ما تبقى من موسم 2019-2020.
ومن المقرر ان يختتم الموسم الذي تتبقى منه 11 مرحلة، في 19 يوليوز، على ان يخوض كل فريق ما معدله مباراتين أسبوعيا.
وسيسير الدوري الإسباني على المسار الذي خطته البوندسليغا الألمانية، والتي أصبحت في 16 ماي الماضي، أول بطولة كبرى في أوروبا تستأنف منافساتها بعد تعليقها منذ مارس بسبب تفشي “كوفيد-19”.
وكما هي الحال بالنسبة الى ألمانيا، نجاح العودة في إسبانيا يرتبط بشكل أساسي بالبروتوكول الصحي المعتمد.
وستكون الأنظار مسلطة على دربي الأندلس الخميس بين إشبيلية وريال بيتيس، والذي سيكون صافرة عودة النشاط المحلي بعد توقف منذ 12 مارس بسبب وباء “كوفيد-19”
وأعرب رئيس رابطة الليغا خافيير تيباس عن سعادته لقرب معاودة النشاط. وقال لشبكة “موفيستار” ليل الأحد “لطالما كنت أدرك بأننا سنعاود اللعب (…) لكنني أناشد اللاعبين، محيطهم، الأندية، لمواصلة اليقظة كما فعلنا في الأسابيع الأخيرة، في التدريبات كما في المباريات”.
وتابع “المباريات، الأسفار… لقد قامت الرابطة بتنظيم كل شيء لأن ثمة أماكن لم تتوافر فيها فنادق (لإقامة الفرق). ستقام حوالى 250 مباراة، أكثر من 200 رحلة طيران، كل شيء تم تنظيمه، لم نترك شاردة أو واردة”.
– لا مجال للرسوب –
وتعتبر إسبانيا من الدول الأكثر تأثرا بـ”كوفيد-19″ على صعيد الوفيات، مع أكثر من 27 ألف شخص منذ بداية الجائحة. ولم يكن مفاجئا ان تتم مقاربة معاودة النشاط الكروي، بشكل حذر ووسط تخوف واسع من احتمال ان تتسبب بتفشٍّ جديد للعدوى.
ومنذ السماح للأندية المحترفة بخوض التمارين اعتبارا من الثامن من ماي، كان الحذر موجودا. وبدأت الأندية بحصص تدريبية فردية ثم بتدريبات في مجموعات صغيرة قبل فتح الباب أمام تدريبات جماعية بالكامل.
وبحسب بروتوكول العودة الذي نشرته صحف إسبانية عدة، تم وضع برنامج للفرق يشمل كل جوانب السفر والاقامة في الفنادق. وسيكون الانتقال من الفندق الى الملعب بحافلتين لأفراد الفريق الواحد، أو يمكن الطلب من اللاعبين التوجه الى الملعب بسيارتهم الخاصة. كما ان اللاعبين المدعوين لخوض المباريات، سيخضعون لفحص للكشف عن فيروس كورونا بشكل دوري.
وسيدخل اللاعبون الملعب مرتدين الكمامات والقفازات. أما الأماكن المشتركة كغرف الملابس فيتم تعقيمها ولن تكون متاحة الا للأشخاص الذين يتعين عليهم التواجد فيها.
وقال تيباس في هذا الصدد ” لا نستطيع الرسوب في ما يتعلق بالسلامة الصحية”.
وكان رئيس الليغا قد اعتبر الشهر الماضي أن “عودة كرة القدم هي مؤشر على أن المجتمع يعود تدريجيا الى الحياة العادية”، معتبرا انها “ستعيد جزءا من حياة يعرفها الناس ويحبونها”.
وستكون التغطية الميدانية للمباريات شائكة، حيث سمح لصحافي واحد من كل مؤسسة إعلامية بدخول أرضية الملعب، ولأربعة مراسلين لشبكات التلفزة غير المالكة لحقوق البث، مع ثمانية مصورين صحافيين، خمس صحافيين من الإذاعات، على ان تخصص ستة أماكن لممثلي الصحافة المكتوبة.
ولقي هذا البروتوكول انتقادات واسعة من قبل جمعية الصحافيين.
أما المشاهدون فلديهم الخيار بين البث الواقعي أمام مدرجات صامتة ووراء أبواب موصدة، أو تغطية يرافقها ضجيج الملاعب وأصوات المشجعين المسجلة.
وبحسب الرئيس التنفيذي لمجموعة “ميديابرو” الإسباني جاومي روريس، “ما سنحاول القيام به هو ملء فراغ لا يمكن ملؤه، أي تواجد الناس في المدرجات”.
ويتصدر برشلونة حامل اللقب في الموسمين الماضيين، ترتيب الدوري المحلي متقدما بفارق نقطتين عن غريمه التقليدي ريال مدريد.