في إطار الشراكة التي تجمع بين اللجنة الوطنية الأولمبية المغربية وجامعة الأخوين بمدينة إفران، فتحت المؤسسة الجامعية أبوابها للأبطال المغاربة المتأهلين لدورة الألعاب الأولمبية المقررة الصيف المقبل بطوكيو، للإعداد في أجواء مثالية وظروف صحية آمنة.
ودأبت جامعة الأخوين، أو هارفرد العربية كما يلقبها البعض، على استقبال مجموعة من الجامعات الرياضية الوطنية لإقامة معسكراتها التدريبية استعدادا لمختلف الاستحقاقات القارية والدولية، وتضع رهن إشارتها مختلف مرافقها الرياضية التي تتوفر فيها المعايير الدولية المعتمدة لإجراء التداريب.
فبعد الجامعة الملكية المغربية للدراجات، التي أقامت تربصا إعداديا لدراجيها منذ بداية شتنبر الجاري في أفق اختيار من سيمثلها في أولمبياد طوكيو، تستقبل جامعة الأخوين حاليا الملاكمين الذين ضمنوا حضورهم في الأولمبياد إلى جانب ممارسي رياضة التايكواندو الذين يستعدون للغرض ذاته.
وأكد عادل كمان ،مدير الأنشطة الرياضية بجامعة الأخوين، أن هذه السنة وفي ظل جائحة فيروس كورونا المستجد ،الذي تسبب في شلل تام للرياضة في المغرب على غرار باقي دول العالم وأدى إلى إلغاء أو تأجيل العديد من المنافسات الرياضية، وجدت الجامعات الرياضية الوطنية صعوبات كبيرة في إقامة معسكرات إعدادية بالمغرب، لذلك تم التواصل مع الجامعة بغية استقبال الرياضيين المتأهلين لدورة الألعاب الأولمبية المقررة بطوكيو سنة 2021 لاستغلال المرافق الرياضية التابعة لها لإجراء تداريبهم.
وأضاف، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه التداريب تجرى وفق الشروط الصحية والتدابير الاحترازية التي وضعتها السلطات المعنية لتفادي تفشي الوباء، بدء بإجراء الرياضيين والأطقم التقنية والإدارية لتحاليل مخبرية خاصة بالكشف عن الفيروس، وذلك 48 ساعة قبل الالتحاق بالمؤسسة الجامعية مع عدم مغادرتها إلا للحاجة الملحة وطوال فترة المعسكرات.
وشدد عادل كمان ،في هذا الصدد، على أن استعدادات الرياضيين تتم في ظروف جد ملائمة حيث تكفلت جامعة الأخوين بإجراء الفحوصات لجميع الرياضيين المتأهلين لأولمبياد طوكيو، بتنسيق مع اللجنة الوطنية الأولمبية التي تسهر على توفير الظروف الملائمة لإعداد الرياضيين من مستوى عال.
وذكر بأن مبادرة جامعة الأخوين تتم على مستويين، الأول يهم استعدادات الرياضيين للاستحقاقات الدولية، فيما يخص المستوى الثاني انخراط الجامعة في تكوين الرياضيين والمدربين على أعلى مستوى في بعض الميادين كالتسيير الرياضي والإعداد النفسي للرياضيين .
كما تقوم الجامعة في الإطار ذاته ،يضيف المتحدث، بتدريس بعض المواد التي لها ارتباط بالرياضة، فيما تسند لمؤطرين دوليين يتم جلبهم من الخارج مهمة تدريس مواد أخرى كالتغذية الصحية للرياضيين وغيرها.
وقال عادل كمان إن اللجنة الوطنية الأولمبية المغربية راسلت جل الجامعات التي تأهل رياضيوها إلى دورة الألعاب الأولمبية لحثهم على إجراء تربصاتهم بجامعة الأخوين لما توفره هذه الأخيرة للرياضيين من ظروف مثالية لإجراء التداريب وفي فضاءات توفر كل المتطلبات، فضلا عن أن القاعات والحلبات والملاعب قريبة من مقرات الإقامة والمطاعم والمرافق الصحية (المستوصف وأماكن التدليك) ما يوفر الكثير من الوقت للرياضيين ويجنبهم عناء التنقل.
وتدخل هذه المعسكرات التدريبية في إطار الدعم الذي تقدمه اللجنة الوطنية الأولمبية المغربية للجامعات الملكية المغربية، والذي يتجسد بشكل ملموس في رغبتها لتوفير موارد مالية إضافية من أجل تحسين الظروف لإعداد الرياضيين المتنافسين للمشاركة في الألعاب الأولمبية المقبلة في طوكيو.