علية، خديجة وأحمد مثلهم مثل آلاف البيضاويين لا يخفون بهجتهم بارتياد شاطئ “عين الذئاب” مجددا، أملا في تزجية لحظات استجمام وترفيه في كنف البحر، مع امتثالهم طبعا للاجراءات الصحية الاحترازية التي تفرضها السلطات المختصة لمواجهة جائحة (كوفيد 19).
علية التي تقطن بالحي المحمدي والتي لا تخفي إعجابها الشديد بشاطئ « عين الذئاب » ، أعربت لوكالة المغرب العربي للأنباء عن ارتياحها الكبير لقرار إعادة فتح الشواطئ خلال فترة الصيف بعد شهور من الحجر الصحي.
تشعر هذه البيضاوية العشرينية، وهي المعتادة على التردد على الشاطئ ذاته في كل فترة قيض، بفرح غامر وهي ترتاد شاطئها المفضل مرة أخرى ملتزمة بالإجراءات الصحية اللازمة لمواجهة جائحة كوفيد 19. تقول علية « قبل أن أذهب إلى (عين دياب)، أقوم بارتداء كمامة واقية لأنها السبيل الأمثل للوقاية من الوباء »، مشيرة إلى أنها فضلت « الانزواء » في ركن صغير بعيدا عن بقية المصطافين « احتراما لمعايير التباعد الجسدي للحفاظ على صحتي وصحة من حولي ».
و »حينما أريد السباحة والاستمتاع بمياه البحر »، تضيف علية التي ترغب في التخلص من لحظات رتابة قاصمة قضتها خلال فترة الحجر الصحي، « أسبح بكل هدوء ملتزمة بأخذ مسافة عن باقي المصطافين ».
في ركن آخر من الشاطئ بدت خديجة، الحريصة على الالتزام بالاجراءات الاحترازية وخصوصا التباعد الاجتماعي، وارتداء كمامة واقية، أكثر انشراحا وهي التي ترتاد الشاطئ لأول مرة منذ شهور، تقول هذه البيضاوية المتحدرة من منطقة عين السبع في تصريح مماثل « بصراحة قرار إعادة فتح الشواطئ خلال المرحلة الثانية من خطة الطوارئ الصحية كان صائبا وموفقا، وسيخفف عن الناس رتابة فترة الحجر الصحي التي دامت لشهور ».
وبالنسبة لخديجة ، فإن فترة الحجر الصحي التي فرضتها السلطات المختصة، ألحقت بها « ضررا نفسيا » خصوصا حينما يتعلق الأمر بتقييد التنقل والحركة، مضيفة أن إنهاء فترة الحجر، أتاح للسكان الاستفادة من مختلف الفضاءات العمومية وخاصة الشواطئ.
لكن ارتياد الشواطئ، برأي خديجة، رهين بالتقيد بالضوابط التي تفرضها السلطات وأبرزها احترام التباعد الجسدي للحد من تفشي الوباء.
أما أحمد، وهو شاب ثلاثيني يقضي لحظات جميلة رفقة أصدقائه بالشاطئ، فأشاد من جهته، بقرار الحكومة إعادة فتح الشواطئ في وجه المصطافين.
وقال « غالبا ما أرتاد هذا الشاطئ الجميل رفقة أصدقائي لممارسة رياضة كرة القدم وقضاء لحظات ممتعة »، مشيرا إلى أن جميع المصطافين تقريبا يحرصون على احترام الإجراءات الصحية. في عين المكان، يحرص المصطافون، على التقيد بالإجراءات الوقائية الصحية، وتعليمات السلطات المختصة، وخصوصا ارتداء الكمامات الواقية والالتزام بالتباعد الاجتماعي.
وفي هذا الصدد، أكد رئيس الجمعية المغربية للعلوم الطبية مولاي سعيد عفيفي، أن حمل الكمامة الواقية بالإضافة إلى غسل اليدين بشكل متكرر بالماء والصابون أو بمعقم كحولي مائي والالتزام بالتباعد الجسدي، شرط اساسي للوقاية من وباء كوفيد 19. وذكر عفيفي في تصريح ل(و.م.ع) بأن ارتداء الكمامة ينبغي أن يتم بشكل صحيح حتى يحجب الأنف والفم، مسجلا أن القناع الواقي يقي سبع مرات من خطر الإصابة بالعدوى في حين أن التباعد الجسدي يقلص من احتمال الإصابة خمس مرات.
وأشار عفيفي وهو ايضا رئيس الفيدرالية الوطنية للصحة، إلى أن الحماية الفردية تكتسي أهمية قصوى لأنها تحد من انتشار الفيروس، مذكرا بأنه يتعين تغيير الكمامة الواقية كل أربع ساعات.
وسجل أن الأطفال دون سن السادسة لا يحتاجون إلى ارتداء قناع واق، لأنهم أقل عرضة للعدوى سبع مرات من البالغين.
بشرى الناجي