جائحة كورونا تواصل الانتشار وحصد الأرواح، فاتكة بحياة نحو نصف مليون انسان حول العالم. ولا يبدو أن أحدا أو شيئا سوف يوقفه قريبا، لتبقى إجراءات الإغلاق ثم التخفيف ثم الإغلاق الخيار الوحيد إلى أن تتضح الصورة كاملة.
أظهر إحصاء لرويترز تجاوز عدد الإصابات بفيروس كورونا في أنحاء العالم عشرة ملايين حالة اليوم الأحد (28 يونيو 2020)، وذلك في علامة فارقة في انتشار المرض الذي أودى حتى الآن بحياة زهاء نصف مليون شخص على مدار سبعة أشهر. والرقم هو تقريبا ضعف عدد مرضى الانفلونزا الشديدة سنويا وذلك وفقا لبيانات منظمة الصحة العالمية.
يأتي ذلك في الوقت الذي بدأت فيه العديد من الدول المتضررة بشدة من الوباء في تخفيف إجراءات العزل وتنفيذ تعديلات موسعةفي نظم العمل والحياة الاجتماعية قد تستمر لعام أو أكثر إلى حين تطوير للقاح الذي ينظر إليه أنه المخلص الحقيقي من الوباء مع ظهور بؤر ثانية للمرض.
وتشهد بعض الدول طفرات جديدة في انتشار العدوى ما أدى إلى فرض قيود العزل العام مجددا وإن بشكل جزئي، وذلك في وضع وصفه خبراء بأنه قد يكون نمطا متكررا في الشهور المقبلة وحتى خلال عام 2021.
تراجع في الصين وكارثة تقترب من الهند
في الصين، مهد الجائحة، وبعد أن كانت سادت خشية قوية من عودة الوباء، بدأت السلطات، حسب قولها، في رصد تراجع لعدد الإصابات في العاصمة بيكين التي شهدت إغلاقات جزئية. ووفق اللجنة الوطنية للصحة بالصين صباح الأحد، فهناك 17 إصابة جديدة مؤكدة بفيروس كورونا مقابل 21 حالة أمس السبت. كذلك الشأن في ألمانيا التي أعلنت عن تراجع عدد الإصابات من 687 حالة يوم السبت إلى 256 حالة في اليوم الموالي.
لكن الوضع يبدو قاتما جدا في الهند البؤرة الجديدة للوباء، وذلك إلى جانب القارة الأمريكية سواء تعلق الأمر بشمالها أو بجنوبها. وتشكل مجموع الإصابات في هذه القارة نحو 75 بالمئة من إجمالي المصابين حول العالم، بينما تسجل آسيا والشرق الأوسط زهاء 11 وتسعة في المئة على الترتيب وذلك وفقا لإحصاء رويترز الذي يعتمد على تقارير حكومية.
غير أن الوضع في الهند التي يعيش فيها أكثر من مليار ونصف من السكان قد يغير مؤشرات الإصابة الدولية وبسرعة، فقد قفز منذ أيام عدد الإصابات المسجلة يوميا إلى ما فوق عشرة آلاف إصابة (17 ألف إصابة جديدة السبت)، بينما تبدو العاصمة نيودلهي في الوقت الراهن الأكثر تضررا. وحسب بيانات وزارة الصحة الهندية الأخيرة فإن العدد الإجمالي للإصابات تجاوز 500 ألف إصابة.
أرقام مهولة
أما في الولايات المتحدة، فقد شهدت خمس ولايات أمريكية مستويات قياسية من الإصابات، أجبرت مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي من إلغاء فعاليات انتخابية كانت مقررة في مناطق متضررة.
ووثقت بيانات جامعة جون هوبكنز الأمريكية أكثر من مليونين ونصف مصاب، توفي منها 125 ألف شخص جراء الفيروس، في أكبر حصيلة وفيات بالمرض بين دول العالم.
وسجلت فلوريدا صباح السبت 9585 حالة إصابة جديدة خلال الساعات الأربع والعشرين السابقة، وهو رقم قياسي لليوم الثاني، بينما سجلت ولاية أريزونا 3591 حالة إصابة جديدة بكوفيد-19، المرض الناجم عن فيروس كورونا، وهو ما يطابق رقمها القياسي السابق الذي سجلته في الـ23 يونيو.
وأعلنت ولاية نيفادا يوم السبت تسجيل 1099 إصابة جديدة وهو ضعف الرقم القياسي السابق بينما بلغت الإصابات الجديدة في ساوث كارولاينا وجورجيا 1604 و1990 على الترتيب وذلك في مستويين قياسيين جديدين.
وسُجلت معظم الزيادات في عدة ولايات بجنوب وغرب البلاد كانت قد بدأت إجراءات إعادة فتح الأنشطة التجارية في وقت سابق.
في المقابل، تراجع عدد الإصابات الجديدة في نيويورك وولايات أخرى مجاورة بشمال شرق البلاد.