يشهد المستشفى العسكري الميداني المغربي ببيروت، الذي أعطى صاحب الجلالة الملك محمد السادس تعليماته السامية لإقامته بهدف تقديم العلاجات الطبية العاجلة للمصابين جراء انفجار ميناء العاصمة، إقبالا مكثفا لمختلف الشرائح المجتمعية اللبنانية والمقيمة بالبلد للاستفادة من الخدمات الطبية للمستشفى الذي يواصل انخراطه الفعال في بلسمة جراح مكلومي الفاجعة.
ويعرف المستشفى، الذي شرع في تقديم خدماته منذ 10 غشت الجاري وحتى اليوم، توافد العديد من المرضى والمعوزين الذين يتلقون الرعاية الصحية والخدمات الطبية في مختلف التخصصات التي يوفرها المستشفى المغربي الذي يسهم بقوة في التخفيف من آلام اللبنانيين.
وفي مشهد إنساني وتضامني كبير للمغرب مع الشعب اللبناني جراء الانفجار المدمر الذي هز العاصمة بيروت في الرابع من غشت الجاري، يستقبل المستشفى، وبشكل يومي، أعدادا قياسية من المرضى والراغبين في الاستفادة من الخدمات الطبية المجانية، مما يكرس القيم المثلى للتضامن الفعال للمملكة تجاه هذا البلد المتضرر من آثار الانفجار.
وعبر المستفيدون، في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء، عن امتنانهم وشكرهم لصاحب الجلالة الملك محمد السادس على إقامة هذا المستشفى الميداني المجاني الذي يسهر على مساعدتهم في التخفيف من آلامهم ومعاناتهم الصحية جراء الانفجار المدمر الذي فاقم الأوضاع الاقتصادية التي يشهدها البلد منذ مدة.
وأشادوا بجودة ونوعية الخدمات المقدمة من قبل الطاقم الطبي للمستشفى الذي مكنهم من فحوصات واستشارات طبية وتحاليل وأدوية وعمليات جراحية، حيث قال أحد المستفيدين إنه ” بفضل المستشفى المغربي تمكن من إجراء عملية جراحية دقيقة لم يستطع إجرائها من قبل بسبب تكلفتها المالية الكبيرة”.
وأكدوا أن هذه المنشأة الصحية ساهمت وبشكل كبير في ولوجهم إلى خدمات صحية أساسية، وكذا استفادتهم من خدمات علاجية ذات المستوى الكبير خاصة وأنها مجانية.
من جهته، قال الطبيب الرئيسي للمستشفى العسكري الميداني الكولونيل ماجور شكار قاسم، في تصريح مماثل ، إن المستشفى الذي أقيم بتعليمات سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، يستقبل يوميا أعدادا هائلة من الراغبين في الاستفادة من الخدمات الطبية والعلاجية وخاصة المتضررين من الانفجار الذي هز مرفأ بيروت.
وأضاف السيد شكار، البروفسور الاخصائي في جراحة العظام والمفاصل، أن الطاقم الطبي للمستشفى، يحرص على تقديم خدمات طبية جيدة لفائدة المرضى والمتضررين من الانفجار من جميع الجنسيات والفئات المتضررة ، وكذا مساعدتهم على تحسين حالتهم الصحية عبر التكفل بكافة الأمراض والتزويد المجاني للمرضى بالأدوية، مما يظفي الطابع الإنساني والتضامني للمبادرة المغربية تجاه اللبنانيين.
وأشار إلى أنه على الرغم من الطلبات الكبيرة والمتزايدة على المستشفى ، فإن الأطقم الطبية والتمريضية وفرق الدعم تبذل كافة جهودها لتمكين الوافدين والمرضى من خدمات في المستوى المطلوب، مشددا أن جل الخدمات المقدمة تتم في اطار احترام التدابير الوقائية من وباء “كورونا”.
ويقدم المستشفى، الذي يضم طاقما طبيا وتمريضيا يتألف من حوالي 46 شخصا الى جانب المساعدين والتقنيين وفريق للدعم والمواكبة، العديد من الخدمات الصحية في مختلف التخصصات ومن بينها الجراحة العامة، وطب العظام والمفاصل، والدماغ والأعصاب والعيون والأنف والأذن والحنجرة والنساء والتوليد وجراحة الحروق والجراحة التقويمية والانعاش والتخدير والمستعجلات، وطب الأطفال، والطب العام.
ومن أجل القيام بهذه المهمة على أحسن وجه، توفر هذه المنشأة الصحية العديد من الفضاءات التي تضم، بالأساس، المركب الجراحي المتنقل المجهز بالوسائل الضرورية لإجراء العمليات الجراحية، وفضاء لاستقبال الحالات التي تتطلب تدخلات استعجالية، وأجنحة خاصة بالأشعة وأخرى للتحاليل الطبية، وصيدلية ومرافق إدارية وصحية ولوجستية وأمنية.
وكان صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، قد أصدر تعليماته السامية لإرسال مساعدة طبية وإنسانية عاجلة للجمهورية اللبنانية، على إثر الانفجار المفجع الذي وقع في ميناء بيروت، مخلفا العديد من الضحايا وخسائر مادية جسيمة.
وأعطى جلالة الملك تعليماته السامية لإرسال وإقامة مستشفى عسكري ميداني ببيروت بهدف تقديم العلاجات الطبية العاجلة للسكان المصابين في هذا الحادث.
وبحسب وزارة الصحة اللبنانية، فقد بلغت الحصيلة المؤقتة لضحايا الانفجار الذي هز مرفأ بيروت، في الرابع من غشت الجاري، 178 قتيلا، وعشرات المفقودين، إضافة إلى أضرار مادية جسيمة.
ووفق تقديرات رسمية أولية، وقع انفجار المرفأ في عنبر 12، الذي قالت السلطات إنه كان يحوي نحو 2750 طنا من مادة “نترات الأمونيوم” شديدة الانفجار، كانت مصادرة ومخزنة منذ عام 2014.