قدّم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الإثنين خطّته لتخفيف الحجر على مراحل، محذرا بأنه “لن يتردد” في الرجوع عنها إذا اقتضى الأمر، لكنه لم يرفع الالتباسات المحيطة بها والتي أثارت سخط المعارضة والنقابات.
خلال خطاب الإثنين أمام النواب استمر ساعة ونصف، شرح جونسون الخطوات الثلاث للخطة المفصّلة في 50 صفحة، دون أن يوضّح كلّ تفاصيلها.
واعتبر أن “التحدي المطروح علينا هو إيجاد طريقة للمضي قدما مع الحفاظ على المكتسبات التي حققناها عبر تخفيف عبء الحجر”، وتابع “أنا صريح، إنه توازن من الصعب جدا الحفاظ عليه”.
وأضاف المسؤول المحافظ “في حال ظهرت معطيات عكس المتوقع (…) لن نتردد في كبح وتأجيل (رفع) التدابير أو تعويضها بأخرى، على المستوى المحلي أو الإقليمي أو الوطني”.
من جهته، قال رئيس حزب العمال المعارض كير ستارمر في البرلمان “هناك أسئلة كثيرة وأجوبة قليلة”، معتبرا أن “التوضيحات والتطمينات محدودة جدا”.
– على مراحل –
ووفق برنامج الحكومة الذي يخصّ انكلترا فقط، وانتقدته مع ذلك مناطق أخرى على رأسها أسكتلندا، يمكن للسكان اعتبارا من الأربعاء التنزّه والذهاب إلى الشواطئ والأماكن الطبيعية. لكن، يجب عليهم الالتزام بالتباعد الاجتماعي، كما صدرت توصيات بوضع كمامات وقائية في وسائل النقل والمتاجر.
وفي حين “تشجع” الحكومة على العمل من المنزل، يمكن لمن يعجز عن ذلك التوجه إلى العمل، خاصة في المصانع وورش البناء.
ويتوقع فرض حجر صحي على المسافرين القادمين من خارج البلاد، باستثناء إيرلندا وفرنسا، لكن لم يحدد بعد موعد لذلك.
في مرحلة ثانية، اعتبارا من 1 حزيران/يونيو، وفي حال تم تحقيق تقدم في مكافحة الفيروس، يمكن إعادة فتح المدارس الابتدائية واستئناف بعض الأنشطة التجارية والرياضية، كما يمكن للأسر تبادل الزيارات.
وفي المرحلة الثالثة، اعتبارا من تموز/يوليو، سيعاد فتح الحانات ومحلات تصفيف الشعر ودور العبادة وقاعات السينما.
– إسكتلندا “غير مقتنعة” –
سبق أن أعلنت رئيسة حكومة إسكتلندا أن هذه التدابير لا تشمل منطقتها، وقالت نيكولا ستورجن إن “الحكومة الإسكتلندية غير مقتنعة بعد بأن هذه التغييرات يمكن أن تطبق بشكل مؤكد في إسكتلندا بدون خطر خروج الفيروس عن السيطرة مرة أخرى”.
والمملكة المتحدة هي ثاني أكثر الدول تضررا في العالم بعد الولايات المتحدة بتسجيلها 32065 وفاة في المستشفيات ودور المسنين.
في قطاع التعليم، عارضت النقابات عودة التلاميذ في شهر حزيران/يونيو. كما أن هناك مخاوف كبرى حول استئناف بعض الأنشطة الأربعاء نظرا لغياب ارشادات واضحة، خاصة وأن القطاعات المعنية تشمل خاصة المهن المنخفضة المهارة، رغم تسجيلها نسب وفيات أعلى من المعدل العام، وفق دراسة للمكتب الوطني للاحصائيات.
من ناحية رد الفعل الشعبي، اعتبر بيت إليوت الذي التقت به وكالة فرانس برس في شوارع لندن أنه “يجب أن تكون عبقريا لتفهم ما يجب فعله”.
أما ألكسندرا لوغان، وهي مسؤولة مبيعات، فاعتبرت أن “هناك ضبابية كبيرة حول من يجب عليه العودة إلى العمل وما يجب عليه القيام به في حال كان لديه أطفال”.
من جهتها، طلبت إدارة النقل في لندن الإثنين من الركاب أن يضعوا كمامات وقائية، بالتوازي مع عملها على زيادة وتيرة حركة النقل.
أ ف ب