يشكل اليوم السبت حدثا استثنائيا في المملكة بكل امتياز، 64 سنة بالتمام والكمال على تأسيس المديرية العامة للأمن الوطني بما في هذا اليوم الذي يتزامن مع تاريخ 16 ماي من كل سنة من لحظات للاحتفال وتكريم ثلة من أبناء وبنات هذا الوطن من شرطيين وشرطيات اختاروا الانتساب لهذا الجهاز الوطني الذي تأسس سنة 1956، ومنذ تلك السنين وهو يعطي للوطن ويبادل الثقة التي وضعت فيه بالعمل الجاد والمضني فلا مجال للخطأ هنا وكل فرد من أفراد الشرطة يعني قيمة وتكلفة الحفاظ على أمن الوطن والمواطنين ومعنى أن تكون شرطيا في بلد تزيد حاجياته ومتطلباته الأمنية يوما عن يوم، وبلد لم يعد ممكنا أن يقبل من أمنه خدمة أقل من 5 نجوم بعد أن أصبح هذا الجهاز مضرب الأمثال داخليا وخارجيا وسعت إليه البلدان سعيا وراء تعاون أمني وطلبا لمعلومة لم يفك رموزها سوى رجال ونساء أمننا الوطني.
بذل هذا الجهاز التضحيات تلو التضحيات في الأفراح كما الأقراح وتضاعفت جهوده وكبرت خلال جائحة كورونا التي خيمت منذ شهور على البلاد والعباد، مناسبة لا تفوت المغاربة والمغربيات طبعا لاستعادة شريط هذه التضحيات والجهود قبل الجائحة وبعدها ونذكر منها على سبيل التمثيل لا الحصر، محاولة الرجال والنساء من الأمن الوطني للتخفيف من آثار وتبعات أزمة كورونا بدءا من المساهمة المادية في صندوق كورونا الذي أحدثه جلالة الملك محمد السادس في الزمان والمكان المناسبين لتظهر حكمة هذا القرار وقد ساهم قرار المدير العام للمديرية العامة للأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، عبد اللطيف الحموشي، ضخ 40 مليون درهم في هذا الصندوق في كشف الوجه الآخر من عمل رجال الأمن ومساهماتهم المادية والمعنوية.
لم يقف رجال الأمن وهم يتطلعون لذكرى التأسيس عند هذا الحد من التضحيات والعمل الجبار بل هبوا فرادى وبشكل راق ومنظم تلبية لنداءات مراكز تحاقن الدم في المغرب للتبرع بدمائهم الزكية لإنقاذ الآلاف من الأرواح وتغطية الخصاص في مخزون الدم وفي هذه المادة الحيوية بفعل فرض حالة الطوارئ الصحية عبر ربوع الوطن نجمة ثانية أخرى وأوسمة رمزية جديدة تنضاف على أكتافهم بفعل هذه المبادرات المواطنة.
حرب على الجريمة والأخبار الزائفة وضبط لحركة تنقلات المواطنين وأعمال أخرى انضافت لهم بفعل هذه الجائحة فكانوا كعادتهم في الموعد ولم يتأففوا من القيام بواجبهم الوطني النبيل بل وواصلوا عملهم بنكران للذات على حساب صحتهم ووقتهم وراحتهم وعلى حساب عائلتهم.
أوراش كبيرة وكثيرة فتحتها المديرية العامة للأمن الوطني بين عيدين وأخرى مازالت مفتوحة لتجويد العمل الأمني وتنزيل مفهوم أمن القرب على أرض الواقع بهدف تحقيق رضى لدى المواطن وجعله كما هو في الحقيقة يفتخر بأداء هذه المؤسسة وخلق شراكة بين الأمن الوطني والمجتمع بغاية سامية هي خدمة وطن واحد، كل عيد وأمننا الوطني بألف خير وسنة سعيدة رغم أنف الجائحة.