تنطلق، يومه الاثنين، حملة التلقيح الموجهة للأطفال واليافعين المتمدرسين على الصعيد الوطني، الذين تتراوح أعمارهم ما بين 12 و17 سنة، استعداد للموسم الدراسي الجديد، وذلك في إطار الحملة الوطنية للتلقيح ضد فيروس كوفيد 19، والتي تأتي في سياق وبائي جد مقلق بالنظر إلى أعداد الوفيات والإصابات اليومية التي يتم تسجيلها، وضمنها الحالات الخطيرة التي تتطلب الاستشفاء بمصالح الإنعاش والعناية المركزة.
الحملة التي انخرطت فيها وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم والعالي والبحث العلمي إلى جانب وزارة الصحة، وتحت إشراف مصالح وزارة الداخلية، بهدف تأمين دخول مدرسي جديد في ظروف آمنة صحية ملائمة لاستئناف الدراسة بشكل طبيعي وتأمين استمرارها، تستهدف بجهة الدارالبيضاء سطات نموذجا، مليون و 514 ألفا و 642 تلميذا وتلميذة، 78 في المئة منهم في التعليم العمومي الذي يصل عدد تلامذته المعنيين بهذه الخطوة مليون و 184 ألفا و 236 متمدرسا ومتمدرسة، بـ 1775 مؤسسة تعليمية، 692 منها توجد بالعالم القروي.
وتبين الأرقام التي تضمنتها وثيقة تم إعدادها بمناسبة حملة التلقيح المخصصة للتلاميذ، أن نسبة المتمدرسين الذين من المقرر استفادتهم من التلقيح بالوسط الحضري تصل إلى 78.37 في المئة مقارنة بـ 21.63 في المئة في الوسط القروي، أما على مستوى الأسلاك التعليمية فإن الفئة المصنفة ضمن خانة الثانوي التأهيلي هي التي تتصدر القائمة بنسبة 57.77 في المئة، متبوعة بمستوى الثانوي الإعدادي بنسبة 31.16 في المئة، ثم الابتدائي بنسبة 11.07 في المئة، علما بأن نسبة الذكور تقدر بـ 50.91 في المئة أما الإناث فتبلغ نسبتهن 4.09 في المئة.
ويشير المخطط التنظيمي الجهوي الذي أعدته الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة الدارالبيضاء سطات، الذي تتوفر «الاتحاد الاشتراكي» على نسخة منه، إلى أنه تم إعداد 64 مركزا معتمدا للتلقيح على مستوى المديريات الإقليمية للجهة، مع وضع 3 سيناريوهات تخص الاستجابة لدعوة التلقيح، الأول يتحدث عن وتيرة إنجاز لا تقل عن 500 تلميذ يوميا، والثاني يحدد نسبة الإقبال في 80 في المئة أي بعدد لا يقل عن 350 تلميذا في اليوم، ثم السيناريو الثالث، الذي يحدد سقفا يوميا للتلاميذ الملقحين لا يقل عن 250 تلميذا وتلميذة.
انطلاق الحملة يومه الاثنين التي تستعد لها الأطر التعليمية والصحية خاصة، التي باتت مطالبة بتأمين استمرار عمليات التلقيح في المراكز الموجهة للفئات العمرية الأخرى، إلى جانب المراكز الجديدة الخاصة بالمتمدرسين، تقابله مجموعة من التساؤلات في صفوف الآباء والأمهات، حول الطريقة التي سيتم اعتمادها من أجل توزيع المستفيدين حسب المؤسسات التعليمية والجدولة الزمنية المخصصة لذلك، فضلا عن أسئلة نقلها عددهم لـ «الاتحاد الاشتراكي»، ترتبط بنجاعة اللقاح في صفوف الفئات العمرية الصغيرة وسط تخوفات من أية مضاعفات محتملة في ظل غياب أجوبة مطمئنة، بالإضافة إلى هواجس من إمكانية تلقيح أطفال مصابين بالفيروس، خاصة وأن صغار السن لا تظهر على أغلبهم أية أعراض، وما يمكن أن ينجم عن هذه الخطوة من تبعات صحية، وهو ما جعل العديد من الأسر تطالب بإجراء اختبار الكشف السريع على فلذات أكبادها قبل خضوعها للتلقيح، رفعا لكل لبس وتفاديا لكل ما لا تحمد عقباه.